كلمة رئيسة هيئة المرأة العالمية الأستاذة عواطف بنت حسن الثنيان الملتقى الدولي للتسامح بمدينة الدار البيضاء بالمغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
بادئ ذي بدا أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان للمملكة المغربية الشريفية وحكومتها الرشيدة وشعب المغربي الأصيل لاستضافتهم الملتقى ..وكافة الجهات لتقديمها التسهيلات لإنجاح الملتقى .
ويسعدني أن أرحب بجميع الحضور الذين تتشرف هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالاتحاد الدولي للإعلام الجديد بأوهايو الأمريكية والجمعية المغربية المساندة للمرأة والشباب , بالتعاون مع منظمة رحاب الاسرة والطفولة, وهمسة سماء الثقافية … مشاركتكم حفل ملتقي التسامح الدولي وحوار الثقافات , ضمن وذلك بعنوان (المرأة وإحياء تراث العدالة والتسامح والتنوع ) ويشتمل الملتقى أربعة جلسات رئيسية , وكل جلسة تشتمل على خمسة محاور زاخر بالقضايا الهامة.
من هنا نجد بأن الملتقى يبرز أهميته بكونه يؤسس لحماية حقوق المرأة كواجب شرعي ومنطلق إنساني وحقوقي بالإضافة لبناء شخصية متوازنة ومتكاملة .واستنهاض الإحساس بالمسؤولية تجاه قضايا المرأة لتحقيق مكتسبات وطنية وانسانية شاملة ., ضمن المهام التي ترتكز عليها الهيئة بإتاحة الفرصة للمرأة أن تقوم بدورها وتوسيع مشاركتها , وبناء شبكات وطنية وأقليمية للقيادات النسائية , وتقوية مساهمتها في خدمة مجتمعها وحضورها باعتبارها شريكا كاملا وفاعلا .
تعتبر المرأة المساهمة الأكبر لصناعة السلام والتسامح.. تنشأ على الثقة والتكافل بين عناصرها ….وتاريخنا وتراثنا زاخر لتلك القيم التي أسست لنهضتنا وتطورنا وتقدمنا .
ويعد التراث ركناً أساسياً من أركان الهوية الثقافية للأمة , باعتباره مدخل للتعايش وإشاعة قيم العدالة والمساواة لخلق التكافؤ بين الجنسين وتمتعهم بكافة الحقوق والامتيازات في جميع مجالات الحياة، ، من أجل المشاركة في التنمية وبناء المجتمع وإنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة , من ملامحها: احترام الهوية الثقافية والتنوع الثقافي والحماية وتثمين التراث باعتبار الثقافة عاملاً محركًا للإبداع والتنمية يقتضي الاعتراف بدور الثقافة في التنمية الوطنية والجهوية، ما يستلزم تشجيع صناعة السلام واستثمار مكوناته وفي إطار هذا الاهتمام ,يندرج اهتمام بلدان العالم، خصوصا النامية، بالتراث. ذلك أن هذه البلدان تعيش ظروفا وأوضاعا (الحروب، الفقر..)، تنعكس سلبا على الكنوز والآثار الإنسانية القيمة، التي تتعرض للتدمير والضياع والسرقة مما يتطلب عزيز الجهود الرامية إلى حماية وصون التراث والتاريخ الحضاري وترسيخ الأمن والاستقرار, ويلقى الملتقى الضوء على المرأة وإنجازاتها المتميزة مرسوم بتحولات فكرية وأقتصادية وسياسية وأجتماعية وثقافية , لدراسة الماضي وفهم الحاضر واستشراف المستقبل.
هذه الظاهرة التي نشهدها اليوم , إنما يحفز الهم والطاقات نحو المزيد من العطاء والتضحية , ويمثل بناء السلام والتسامح خيارًا استراتيجيًا للشعوب والبشرية جميعا لتنعم بالسلام والكرامة , مما دفعنا بهيئة المرأة العالمية إلى تبني المبادرات وطرح البرامج التدريبية التطورية وإقامة المعارض والملتقيات والمنتديات لدعم حملة السلام والتسامح بين شعوب العالم التي انطلقت في الخرطوم عام 2018 ارتبط بسياق عالمي, يقدمها نخبة من المتخصصين والخبراء في كافة الممارسات الانسانية والحقوقية والاعلامية والثقافية والاقتصادية ذات العلاقة , وذهبت إلى توسيع دوائر دعمها وحققت التوسع والانتشار فضلاً عن أنها هيئات ايدلوجية متكاملة للمجتمعات للانطلاق على أُسس سليمة وقواعد ثابتة . تأكيداً لدور المرأة ومشاركتها ومسؤوليتها . .
ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا بأن ثقافة السلام والتسامح يشكل منعطفا هاما للمرأة والطفولة والأسر بالمجتمعات العربية والغربية , ليحمل بين طياته حلولا.. لما يمكن أن يواجهون من تحديات تفتح صفحة في التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي … تضع المرأة في قلب مجتمعها اثراء لمسيرة السلام التنموية واسهام في تحديد مستقبله ومصيره
الحضور الكريم …..
ويهدف الملتقي , العمل سويا على تجديد أدوات بناء السلام والتسامح ونبذ العنف والتطرف لضمان استمراريته على نسق متوازي عربيا ودوليا , وتمكين المرأة في مبادرات السلام وإتاحة الفرصة للتعاون والتواصل وتبادل الخبرات في كافة المجالات والنهوض بمبادئ الحوار لدفع عجلة سلام الأفراد والأقليات والأديان والشعوب خاصة في مناطق النزاع والحروب .
بالإضافة للاستفادة من تقييم الدراسات والأبحاث التي تعنى بالسلام والتسامح بالإضافة إلى دمج المرأة في التنمية البشرية باعتبارها إحدى الموارد الأساسية في للاستفادة المفتوحة لمختلف الأنشطة والمشاريع .
وهذا ما يدعونا إلى بناء قراءتنا للسلام والبناء عليه وليس باعتباره مكتسبات على ان تكون المرأة مؤسس لشراكة انسانية .
وختاما تمنياتي لكافة المشاركات والمشاركين في الملتقى بالتوفيق والنجاح في أجندة الملتقى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . كما اتوجه بالتحية لكافة المشاركات والمشاركين في الملتقى واتمنى لهم النجاح والتوفيق