“ وساطة ناعمة ” سعودية مغربية
لنشر قيمة التسامح بملتقي التسامح الدولي بالمغرب
أكدت أ .عواطف بنت حسن الثنيان, أهمية حماية حقوق المرأة , كواجب شرعي ومنطلق إنساني وحقوقي لاستنهاض الإحساس بالمسؤولية تجاه قضايا المرأة وبناء شخصية متوازنة ومتكاملة لتحقيق مكتسبات وطنية وإنسانية شاملة.
وقالت رئيسة هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام , أ.عواطف بنت حسن الثنيان, بأن ملتقى التسامح الدولي يعد (وساطة ناعمة)سعودية مغربية لنشر قيم التسامح والسلام والمحبة , جاء ذلك خلال رعايتها تدشين حفل ملتقى التسامح الدولي 2019, تحت شعار ( المرأة وإحياء تراث العدالة والتسامح والتنوع ) بفندق عبر المحيط الأطلسي– الدار البيضاء ,بالمملكة المغربية الشريفة , والذي نظمته الجمعية المغربية لمساندة المرأة و الشباب و بشراكة إستراتيجية مع هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالاتحاد الدولي للإعلام الجديد بأوهايو الأمريكية ,وجمعية رحاب الأسرة والطفولة وبالتعاون مع منظمات محلية وإقليمية ودولية , وبحضور نخبة متنوعة من المتخصصين والخبراء في كافة الممارسات الإنسانية والحقوقية والإعلامية والثقافية والاقتصادية ذات العلاقة.
وقالت أ .عوطف بنت الثنيان ,بأن ملتقي التسامح يعمل ضمن مهام التي ارتكزت عليها الهيئة , بإتاحة الفرصة للمرأة و ذلك للمشاركة في التنمية وبناء المجتمع باعتبارها المساهمة الأكبر في صناعة السلام والتسامح التي تنشأ على الثقة والتكافل بين عناصرها وتاريخنا وتراثنا الزاخر لتلك القيم التي أسست لنهضتنا وتطورنا وتقدمنا .
وأكدت الثنيان بأن الملتقي,يهدف إلى العمل سويا على تجديد أدوات بناء السلام والتسامح ونبذ العنف والتطرف , لضمان استمراريته على نسق متوازي عربيا ودوليا , وتمكين المرأة في مبادرات السلام وإتاحة الفرصة للتعاون والتواصل وتبادل الخبرات في كافة المجالات والنهوض بمبادئ الحوار لدفع عجلة سلام الأفراد والأقليات والأديان والشعوب خاصة في مناطق النزاع والحروب , بالإضافة للاستفادة من تقييم الدراسات والأبحاث التي تعنى بالسلام والتسامح وكذلك دمج المرأة في التنمية البشرية باعتبارها إحدى الموارد الأساسية للاستفادة المفتوحة لمختلف الأنشطة والمشاريع .
واعتبرت الثنيان التراث ركن أساسي من أركان الهوية الثقافية للأمم إذ تبرز ملامحها من خلال احترام الهوية الثقافية والتنوع الثقافي بكونه بوابة للتعايش وإشاعة قيم العدالة لخلق التكافؤ بين الجنسين , وتمتعهم بكافة الحقوق والامتيازات في جميع مجالات الحياة من أجل إنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
كما حثت أ.عوطف بنت حسن الثنيان على ضرورة تشجيع صناعة السلام واستثمار مكوناته , خاصة وأن ثقافة السلام والتسامح تشكل منعطفا هاما للمرأة والطفولة بالمجتمعات العربية والغربية على حد سواء , لتحمل بين طياتها حلولا لما يمكن أن يواجهون من تحديات في التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي .
ومن جانبه ثمن السيد مولاي فيصل بلغيثي ,رئيس الجمعية المغربية لمساندة المرأة والشباب,في كلمته الترحيبية, رعاية رئيسة هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام أ.عواطف بنت حسن الثنيان , للملتقى التسامح الدولي الذى تشرفت المملكة المغربية الشريفة موطن التعايش والتسامح باحتضانه , مقدما شكره للمتحدثات والمتحدثين الذين تحملوا عناء السفر للمشاركة بالملتقى التسامح الدولي .
أما كلمة الشركاء قدمتها أ. هدى نصيب , رئيسة جمعية رحاب الأسرة والطفولة بدولة تونس ، أكدت فيها على أهمية التعاون الدولي لعقد المزيد من النشطات المهتمة بالمرأة والطفولة لتحقيق الأمن والاستقرار في الأسر والمجتمعات العربية .
و تضمنت أجندة أعمال الملتقى ,أربعة جلسات رئيسية , ولكل جلسة أربعة محاور زاخرة بالقضايا الهامة ,حيث اشتملت الجلسة الافتتاحية الأولى التي انطلقت بعنوان (خصوصية المرأة والغاية ) أدارتها عريفة الحفل الإعلامية فاطمة الزهراء الفاروقي , تناولت فيها فارسة الجلسة الدكتورة محجوبة العوينة ورقة عملها ( خصوصية المرأة في البلد المضيف ) ومحور آخر تحدثت فيه عن التسامح الفكري والتحول الاجتماعي للمرأة .
أما الدكتورعقيل صالح, مصور وصحافي عراقي قدم ورقة عمل بعنوان:(المرأة في الصورة الصحافية ) ، وتطرقت أ . نادية شبانه بورقة عملها عن (دور المرأة في ترسيخ ثقافة السلام والتسامح ) فيما تحدثت أ . زبيده الطويل بورقة عملها عن (التسامح وفق منظور الموروثات الثقافية .
وبالنسبة للجلسة الثانية أدارتها الإعلامية هجري سهام ,اذ استعرضت فيها الفنانة المتألقة فاطمة حركات ورقة عملها عن (الفن ملهم للسلم المجتمعي والتعايش ),كما تناولت أ. عبيدة علاش, أكاديمية تربوية بورقة عملها تحمل عنوان :(المرأة المغربية واستشراف المستقبل ) , أما أ . محمد الضمآن فقد مثل الجمعية الدولية لتسامح الأديان , بورقة عمل بعنوان:” التجارب الدولية في التسامح” .
و حملت الجلسة الثالثة عنوان: (المرأة شريك كامل بالمجتمع) تناولت فيها أمينة هنيدي , رئيسة منظمة المرأة الفاضلة بالمغرب ،ورقة عمل بعنوان:( التعددية والتسامح من قضايا المرأة إلى قضايا المجتمع ) ، بعدها تناول الكلمة الأستاذ.إدريس الذهبي أكاديمي بجامعة فاس عن ( مؤشر التسامح – سلام الافراد والاقليات والاديان وسلام الأوطان) , كما تناولت الكاتبة والإعلامية , فاطمة البشيري , رئيسة تحرير صحيفة السفيرة نيوز, و مسؤولة موقع هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بورقة عمل تحمل عنوان: { المساواة في الحقوق والحياة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية} .
وبالنسبة للجلسة الرابعة والختامية فكانت بعنوان (حصون التسامح تطاول حصون الإرهاب) ناقشت فيها الدكتورة فوزية البيض , أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بالرباط , في ورقة عملها :(الأمن الشامل وحقوق الإنسان غي الأزمات والكوارث ) , فيما قدمت اليمنية جواهر التويتي , مؤسس وممثل نون لتمكين المرأة ,ورقة عمل (قانون حماية المرأة بين القبول والرفض ,أما محور ( تعليم الاطفال في الطوارئ) قدمه أ . محمد مؤمن , رئيس الجمعية الوطنية للتربية والتعليم الأولى بإقليم النواصر . بينما قدمت الدكتورة فنيدة اوبنعيسى فاعلة جمعوية في محاربة الفقر ورقة عملها حول {قوانين التسامح الدولية }.
وجاءت توصيات الملتقى على النحو التالي:
- من ناحية الشكل :
الإعلان عن الدولة المحتضنة للملتقى المقبل , وتفعيل الشراكات الدولية لتبادل الخبرات , وأن تحمل كل الدورات القادمة اسم المرأة.
- أما من ناحية المضمون:
إنتاج مشاريع تعليمية تربوية ثقافية وفنية واعلامية لتكريس ثقافة السلم و التسامح والتعايش , وأن تتولى المؤسسات الدينية ترسيخ ثقافة التسامح بين الأديان وتوحيد الجهود وتكثيف التعاون من خلال تأسيس منهج تربوي تعليمي لترسيخ قيم السلام والتسامح بين الأجيال بالمستقبل , ودمج المرأة في مخططات التنمية ومحاربة الجهل والأمية , وبلورة سياسات عمومية تستجيب لاحتياجات المرأة لتعزيز التسامح , دعم تعليم الأطفال في مناطق النزاعات والطوارئ. .
والجدير بالذكر، لقد تميز الملتقى بمشاركة هامة ومتميزة ومكثفة للمرأة المغربية بالجلسات جميعها ومناقشتها لكل القضايا بتبصر وجدية،كما تخللت أعمال الملتقى قصائد شعرية .
و في ختام أعمال الملتقى، تم تكريم و توزيع شهادات تقديرية على المشاركين و المشاركات.